responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 465
ونسبته الى الله افتراء بانه نزل من عنده
قُلْ لهم يا أكمل الرسل في جوابهم مقسما مؤكدا والله لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ واتفقوا معاونين متعاضدين عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ الجامع لأحوال النشأتين الواقع في أعلى مرتبة البلاغة والفصاحة لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ولما حصل لهم الإتيان به مطلقا وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً اى ولو كانوا متظاهرين متعاضدين في إتيانه لم يتأت منهم الإتيان لكونه خارجا عن طوق البشر
وَالله لَقَدْ صَرَّفْنا وكررنا لِلنَّاسِ فِي حق هذَا الْقُرْآنِ المعجز لفظا ومعنى مِنْ كُلِّ مَثَلٍ موضح لهم اعجازه وخروجه عن معرض معارضة البشر معه وارتفاع شانه عن القدح والطعن فيه فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ وامتنعوا عن قبوله ولم يتفطنوا لاعجازه وبالجملة ما يزيدوا في حقه مع ظهور الدلائل والشواهد المكررة إِلَّا كُفُوراً جحودا وإنكارا بدل القبول واليقين بحقيته
وَمع ظهور هذا المعجز المشتمل لما في العالم غيبا وشهادة اجمالا وتفصيلا قالُوا تعنتا واقتراحا ومبالغة وإلحاحا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ولن نصدق بكتابك ودينك حَتَّى تَفْجُرَ وتشقق أنت لَنا مِنَ الْأَرْضِ اى ارض مكة شرفها الله يَنْبُوعاً اى عينا جارية نشرب منها ونزرع بها ونغرس على وجه العموم
أَوْ تَكُونَ لَكَ عليها على وجه الخصوص جَنَّةٌ وبستان مغروسة مملوة مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ سهل السقي فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها وأوسطها تَفْجِيراً سهلا يسيرا بحيث لا تكلف في سقيها ولا عسر أصلا
أَوْ تأتى بآية ملجئة لنا الى الايمان بان تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ ونسبت الى ربك بقوله ان نشأ نخسف بهم الأرض او نسقط عليهم كسفا من السماء عَلَيْنا كِسَفاً اى قطعة بعد قطعة حتى نؤمن لك أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ الذي ادعيت الرسالة والنبوة من عنده جهرة ظاهرة تعالى عن ذلك وَالْمَلائِكَةِ اى تأتى بالملائكة الذين ادعيت أنت وساطتهم ورسالتهم بينك وبين ربك قَبِيلًا اى تأتى بهم مقابلا عيانا مشاهدا محسوسا لنا بحيث نريهم صورهم وأشباحهم
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ متخذ مِنْ زُخْرُفٍ اى ذهب وفضة مكللة بجواهر نفيسة أَوْ تَرْقى وتصعد أنت بنفسك على رؤس الاشهاد فِي السَّماءِ بلا اسباب ووسائل وَبعد صعودك وعروجك إليها لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ اى لن نؤمن ونصدق بك بمجرد رقيك وعروجك حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً مكتوبا من عند ربك مشتملا على اسامينا وعلى دعوتك إيانا الى الايمان وتصديقنا بك بحيث نَقْرَؤُهُ بين أظهرنا ونؤمن بك بأجمعنا قُلْ لهم يا أكمل الرسل بعد ما سمعت منهم هذه المقترحات التي ليس في وسعك وطاقتك متعجبا منزها مستبعدا سُبْحانَ رَبِّي وتعالى شأنه من ان يشارك في قدرته فان أمثال هذه المقترحات انما تصدر عنه سبحانه اصالة او أظهرها سبحانه بدعاء بعض عباده ان تعلق ارادته ومشيته ولم يظهر سبحانه على أمثال هذا بل هَلْ كُنْتُ وما صرت إِلَّا بَشَراً ضعيفا كسائر الناس غاية ما في الباب انى بوحي الله الى والهامه على قد كنت رَسُولًا من لدنه كسائر الرسل وقد كانوا ايضا لا يتأتى منهم كل ما اقترح عنهم اقوامهم بل ما يصدر عنهم الا ما يسر الله لهم ومكنهم عليه ومالي ايضا الا ما يسر الله لي وقدره على.
ثم قال سبحانه وَما مَنَعَ وصرف النَّاسَ عن أَنْ يُؤْمِنُوا ويهتدوا وقت إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى اى الرسول الهادي المرشد الرشيد إياهم ليرشدهم الى طريق التوحيد والعرفان إِلَّا أَنْ قالُوا اى الا قولهم هذا على سبيل الاستبعاد والاستنكار أَبَعَثَ اللَّهُ العليم الحكيم المتقن في أفعاله بَشَراً

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست